20.8.11

ان كنتم قد انظلمتم فلا تظلموا

كعمانية شاهدة على الأحداث التي حدثت منذ فترة والاضطرابات التي -قد تكون- عصفت بالبلاد أجد أن الكثير على الساحة العمانية  ما زال يحتاج التغيير... هذا ان فرضنا أن فصل بعض الوزراء القدامى وتعيين آخريين هم أقرب الى العامة أكثر من من كان قبلهم قد أحدث تغييرا ملموسا في الأصل...

قد نرى ونلمس الكثير من المحسوبية المنتشرة بين أصحاب المراكز المهمة في السلطة وقد نرى الظلم يحدث أمامنا والكثير والكثير من أفعال لا يرتضيها عاقل ولا جاهل... فيبث هذا المواطن - العماني- همه وغمه على أحد المواقع الالكترونية مثل السبلة او في مدونة خاصة أو حتى قد يكتب عبارت شتم وقذف على التويتر...

وما أكثر المواضيع في السبلة العمانية عن الظلم والفساد الذي ينخر المجتمع نخرا... لكن ننسى أن المفسدين منا وفينا وقد نكون نحن!!!! 

فإن كنا لا نرضى عن أفعال من أصحاب المراكز المهمة في الحكومة فكذلك لا نرضى عن أفعال بعض الناس من العوام... فعندما بثت حلقة خواطر 7  التي تناقش تخليص بعض انواع المعاملات في 20 دقيقة فقط في جارتنا الامارات قام الكل وتذمر عن أن بعض المعاملات هنا تأخذ ما يزيد احيانا عن شهر!! وان كنا نحط اللوم على النظام البيروقراطي الذي يسيطر على سير الاعمال في الوزارات والهيئات الحكومية، فإننا أيضا نرى ان واحدا من أسباب التأخير والتملق في الانجاز هو المواطن نفسه، ذلك المواطن الذي يدخل السبلة ويكتب تعليقا مؤيدا لأحد المواضيع التي تتحدث عن الفساد، وهو نفسه الذي يتحدث متذمرا عن الوضع هنا في أحدى الجلسات، وهو نفسه الذي قد يكون شارك في أحد المظاهرات التي حدثت في الفترة السابقة...

نضع اللوم عليه وهو الذي يتأخر في تخليص المعاملات التي بيده كي يطالع الصحف اليومية متنقلا بين جريدة وأخرى، نضع اللوم عليه عندما يقضي معظم الوقت وهو يمزح و"يسولف" مع زملاؤه في العمل في حين أن المعاملات التي على مكتبه مرصوصة وتحتاج إلى مراجعته أو حتى ختم بسيط لا يأخذ من وقته دقيقة...

نلوم المواطن الذي ما ان ترقى إلى مدير عام وجدناه بدأ في استعمال الواسطات لوضع أحد اقرباؤه الذي لم يحصل الا على شهادة الثانوية في درجة تناسب حاملي البكالوريوس، هذا مع انه عندما كان موظفا يوما ما كان يدخل إلى أحد المواقع أو المنتديات ويضع موضوعا كيف ان احد المدراء العموم ظلمه ورفع احد الموظفين من اقاربه عليه مع انه أجدر واحق بالرفع من ذلك....

نلومه عندما غاب عن التدريس ولم يأبه انه معلم وحامل رسالة ومن ثم كان أول الناس المطالبين بتحسين أوضاع المعلمين (حالة المعلمين بالفعل تحتاج لتحسين ولكني لا اقصد هنا المعلمين الشرفاء الذين تفانوا وجدوا واجتهدوا لتخريج جيل مستقبل متعلم ومثقف)

نلوم المواطن الذي انظلم ومن ثم ظلم... انظلم من خلال المحسوبيات والفساد والبيروقراطيات  انظلم أنه لم يجد تعليما جيدا ولا مستشفيات جيدة ولا اتصالات جيدة ولا قوانين تنصره، انظلم ولكن ما ان باح وانفجر ظلم هو أيضا...

ذلك المواطن الذي اقحم الظالمين والشريفين معا في خانة الاتهام بدون تفريق... نعم هذا ما حدث للأسف عندما بدأت المظاهرات... وجدنا كل من لديه ثأر شخص انتقم لشخصه بوضعه في خانة المفسدين للوطن... وجدنا كل من هو حاسد وضع الذين يحسدهم في خانة الخائنين لأماناتهم ولعمان... للأسف هذا ما حدث...

لست هنا استهجن المظاهرات والحملة على الفساد والمفسدين... وهذا يبرز من عنوان الموضوع فالرجاء عم تحريف الموضوع


ولكن يا عماني ان كنت مظلوما فلا تظلم أيضا....


ختاما:
"قال عبد الملك بن مروان : ما أنصفتمونا معشر الرعية ! تريدون منا سيرة أبى بكر وعمر ولا تسيرون فينا ولا فى أنفسكم بيسرتهما ؟!"

5 comments:

محفيف يقول...

بصراحة أتيتِ على الجرح..
كنت أناقش مع شلتي(البجز) هذا الموضوع وكلهم أيدوا ما أتيتِ به هنا... نعم هناك فساد ومحسوبية وعدم مساواة وغير ذلك من الأمور الغير محمودة ولكن المواطن مساهم... نعم مساهم. إذا اتزمنا نحن المواطنون سنجبر الحكومة على التغيير بدون خسائر تذكر..

الحياة أنا يقول...

اختي خربشات ..ذكرني مقالك بتعليق إحدى الزميلات التي قالت لي الفساد في عمان وصل حتى للفراش!! وأنا هنا أختلف معك ومعها ..أختي نحن حين ننتقد الجهات العليا لأنها هي القدوه وهي الراعي المؤتمن على الرعيه ,,وهنا أذكر لكِ قصة سيدنا عمر حين فتح بلاد الفرس أو الروم لا أذكر على التحديد وأحضر له اصحابه كنوز الملك ووضعوها أمامه فبكى! قيل له لما بكيت يا أمير المؤمنين قال أبهرتني عفتهم! بين يديهم كل هذه الكنوز ولم يأخذو منها شيئا رغم فقرهم! فرد عليه أحد أصحابه قال له : يأ أمير المؤمنيين لقد عففت فعفو! .. يعني لو كان الأمر حرامي وما فيه عفه مستحيل أحد يحضر له كل هالكنوز! لا بد ويسرق لنفسه شئ لأنه يعلم أن الأمير لن يعطيه أو يعطي الشعب منها شئ! وهذا ما نفتقده ونبحث عنه ونطالب به.. نريد القدوه كي نصلح بقية الإعوجاج

غير معرف يقول...

اختي الحياة أنا.. لا أحبذ فكرة مقارنة سيدنا عمر بحكام اليوم لانه لا مجال للمقارنه

ثانيا.. النقطة التي طرحتها اماسي لا تبجّل المسؤولين أو تلتمس لهم العذر على أفعالهم.. ولكننا يجب أن نعترف أننا يجب أن نتوقف عن لومهم إن كنا نفعل بفعلهم

تحياتي

الحياة أنا يقول...

اختي حين يترك الحبل على الغارب .. طبيعي كله ينهش في بعضه لأن الرؤيه والصوره غير واضحه ..لذلك نحن نبحث عن من يوضح الصوره ويضع القانون ويحاسب ويتابع ومن ثم سيلتزم البقيه وأنا هنا لا أقصد التبرير للمقصرين في السلم الوظيفي ولكن أوضح لكِ أسباب استهتار الجميع ,,فهل أهل دبي يمتلكون أمانه وظيفيه أكثر من العمانيين!! أم أن حكومة دبي وضعت كل المؤهلات لموظفيها سواء كانت علميه أو ماديه أو معنويه فأتقن الموظفون عملهم! ,,وإن كنا نتحجج بأننا لا نمتلك عمر في زماننا فقد إمتلكنا أدوغان الذي قاد تركيا من وحل الفساد والتخلف إلى مصاف الدول المتقدمه !! وأتمنى تبحثي عن المقابله التي أجريت معه لتري بعينك أهمية ما نبحث عنه ..

غير معرف يقول...

نحن الحكومة ونحن من نختار >>>>رأي شخصي

إرسال تعليق